تجربتي مع الحجاب

Heading Title

“ارتديت الحجاب عندما كنت في الرابعة عشر من عمري. لا، لم يكن عن قناعة كما يدّعي البعض بأن ابنتهم ذات التسع سنوات، نعم تسعة، ارتدت الحجاب “عن قناعة”.


اتخاذ القرار بارتدائه كان نتيجة العديد من العوامل. أوّلًا، تأكيد والدي المستمر بأنه لن يضغط عليّ لأرتدي الحجاب، ولكنه كان يتحدث عن الأمر بشكلٍ متواصل (تقريبًا كل يوم). ثانيًا، حديث معلّمة التربية الدينية في المدرسة عن حساب المرأة غير المحجّبة العظيم في جهنم. ثالثًا، اتّخاذ أكثرية صديقاتي القرار بارتدائه، ما جعلني أشعر وكأنه “لا مهرب من الموضوع إذًا!”.


لم تمضِ فترة طويلة بعد ارتدائه، حتى سألت نفسي “ماذا فعلت؟” لتبدأ هنا رحلتي مع نفسي لتقبّله. حتى اليوم، وعلى الرغم من التعليقات الكثيرة التي أسمعها تعبيرًا عن الإعجاب بثيابي ومظهري، إلا أنني لا زلت غير مقتنعة بهذه الفكرة التي تجبرني على إخفاء شعري ويدي وقدمي. ما هي هذه الفكرة غير الطبيعية؟ لطالما تخيلت الله وهو يخلقني ويفكر في نفسه “سأخلق لها شعرًا لتغطيه عندما تخرج وإن سمحت لأحد برؤيته سأحرقه لها يوم الحساب”. حقًّا! هل هذا أمر طبيعي؟


من جهةٍ أخرى، أودّ التأكيد على أننا كمحجبات (عن قناعة أو من دونها) نعيش حياةً طبيعية ونمارس الأعمال والنشاطات المختلفة دون أن تحدّ قطع القماش الإضافية من قدراتنا كبشر، ولا، نحن لا نحتاج لمدّعي التحرر بإنقاذنا لأننا مقهورات مظلومات ومضطهدات. بل على العكس، في كل مرّةٍ أسمع فيها تعليق “لماذا لا زلتِ ترتدينه مع نظرة التعالي، أتراجع عن خطوة خلعه، وفي كل مرّة أسمع عن فتاةٍ محجبة تعرّضت لموقف محرج فقط لأنها ترتدي الحجاب، أصرّ على خطوة عدم خلعه مع أنني قادرة على فعل ذلك اليوم وعدم الإنتظار إلى يوم غد حتى.


لم أرتدي الحجاب عن قناعة ولا زلت غير مقتنعة به، ولكن هل تعلمون ما هي قناعتي الثابتة والتي لن يغيرها شيء؟ أن المرأة حرّة في ارتداء ما تريد وأنه لا يحق لأحد التأثير على حياتها سلبًا لمجرد أن ملابسها لم تعجبه أو لم تتوافق مع معتقداته”.


✍️ سيرين دبوس


#الحجاب #المرأة #الدين #العالم_العربي #كوني